"كان خُلُقُه القرآن"
إعداد
أبو إسلام أحمد بن علي
غفر الله تعالى له ولوالديه وللمسلمين أجمعين
لما سُئِلت عائشة رضي الله عنها عن خُلُق رسول الله صلى الله عليه وسلم , قالت :
كان خُلُقُه القرآن
فهيا بنا نتعرف على ما في القرآن الكريم من فضائل ومكارم وأوامر ونواهي وهي التي حث عليها النبي r والتي تحلى بها , القرآن الكريم هذا الكتاب الذي أوحاه الله تعالى لنبيه محمد r والذي حرم كل خبيث وأحل كل طيب من الأفعال والأقوال , والتي هي أخلاقه r وأخلاق المسلمين من بعده إلى يوم قيام الساعة .
1- الأمر للناس بأن يكونوا قدوة حسنة
- من المفروض على من يأمر الناس بالخير
وبالأعمال الصالحة أن يكون هو أول من يعمل هذه الأعمال ويكون قدوة حسنه
لمن يأمره بعملها ولا يكون عكس ذلك وصورة سيئة في عيون الآخرين , يقول
شعيب u
: (...وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ
إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ
بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ }هود88 , فكل من الأمر
بالمعروف وفعله واجب لا يسقط أحدهما بترك الآخر.
وقال r
: (يجاء بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق به أقتابه , فيدور بها
في النار كما يدور الحمار برحاه , فيطيف به أهل النار فيقولون: يا فلان ما
أصابك ؟ ألم تكن تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر ؟ فيقول: كنت آمركم
بالمعروف ولا آتيه, وأنهاكم عن المنكر وآتيه ) البخاري ومسلم. وعن النبي r
, قال : ( إن أناساً من أهل الجنة يطلعون على أناس من أهل النار فيقولون:
بم دخلتم النار ؟ فوالله ما دخلنا الجنة إلا بما تعلمنا منكم , فيقولون
:إنا كنا نقول ولا نفعل )الطبراني.
يقول الله تعالى
- أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ{44}البقرة
- يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ
تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ {2} كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أَن
تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ {3}الصف .
- قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ
عَلَىَ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقاً حَسَناً وَمَا
أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ
إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ
عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ {88} هود
2- الأمر بإنفاق الأموال في السر والعلانية
و بكظم الغيظ
و بالعفو عن الناس
- يأمرنا الله تعالى بإنفاق الأموال في
اليسر والعسر,والشدة والرخاء والمنشط والمكره والصحة والمرض وفي جميع
الأحوال. وبكظم وكتم الغيظ , وبالعفو عمن ظلمنا عند قدرتنا على الرد وهذا
هو الإحسان الذي يحب الله أن يتحلى به العباد , عن أبي هريرة t عن النبي r قال ليس
الشديد بالصرعة , ولكن الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب).رواه الشيخان.
وروى الإمام أحمد عن سهل بن معاذ بن أنس , عن أبيه أن رسول الله r
قال : (من كظم غيظاً وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله على رؤوس الخلائق
حتى يخبره من أي الحور شاء) رواه أبو داود والترمذي وابن ماجة.
يقول الله تعالى
- الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء
وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ
وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ{134}آل عمران